قصة #ثمن للكاتبة ياسمين الخطاب


#ثمن

مرَ عشرون عامآ على تلك الحادثة المريرة, تلك التي قلبت حياتي وجهآ على عقب...عندما نهش جسدي النحيل رجل بعمر والدي وأنا بعمر زهرة لم تتجاوز الستة أعوام...لا أذكر تلك الحادثة المقيتة بتفاصيلها, ولكن ما زالت آثار كدماته تعلو جسدي النحيل وتثيرني بالإشمئزاز كلما لمحتها, لتحيى ذاكرتي الملطخة به من جديد,,, فأزداد كرهآ لأي مخلوق يقرب جنسه اللعين, أمسيت أمقت آدم , وأجسد به ذاك الجاني الإبليسي .
  مرَّ عشرون عامآ على الإزدواجية الفكرية والعاطفية!! وأنا أسيرة في جسد ما عاد يقربني بشيء!! جسدي مرهق مترهل منبوذ!
 _ #وسام , أتبرر تلك الحادثة مجرى حياتكِ الحالي؟؟؟
كفاكِ تبريرآ ساذجآ لإختياراتك . كفاكِ رمي اللوم على ذكرى طمسها الزمن , مع ذلك ما زلتِ تعيدين إحياءها في كل مرة خاطبتني بها....
_ بل وقعتُ ضحية المجتمع, فريسة القدر....
ولدتً وحيدة بين أربعة جدرانٍ ذهبية,,من عائلة مرموقة في المجتمع ولكن من والدين إنفصلا فور ولادتي,,يبدو أنني كنت وجه الشؤم عليهما.
عندما تلقى والدي خبر ولادتي بتشوه خلقي في أعضائي التناسلية,رفضني بل ونبذني....أنكر نسبي فتبرئ عني .
أمسيتُ تلك الطفلة المشردة بين رحمة أخوالها وجدتها, ولا تدرك عن والدها شيء,بل كانت ترمي نفسها بين أحضان المارة ,إلى أن  تاهة بين كفي رجل إنعدمت من جوفه الإنسانية!! وتجردت منه الرحمة.
بعثر طفولتي ونهش  جسدي بل ودمر حياتي,هرمت مبكرآ يا أنا...
فما من سبيل للتوقف...لا بد لي من الإستمرار...أبحث عن مكانآ يأويني.... أمسيتُ جسدآ بلا مكنون!!
حاولت مرارآ وتكرارآ بان أطلق سري للعنان... تجاهلوني...بل ونعتوني بعدة مسميات تؤرقني  وتسلب من عيني النوم...
حين أحدث نفسي عن خيبتي....تصفعني نفسني وتخرسني....وبكل زاوية أرى بها وجهي الذي لا يمث مكنوني الفارغ بصلة...أغمض أعيني فأبصر حقيقتي.
_ كفاكِ تشردآ يا #وسام... أفيقي... وأنظري لما خلفتهُ يداكِ من جسد مخالف لقانون الطبيعة.
_ بل الطبيعة من خالفت القانون في خلقي.... لمن أشكو غربة جسدي؟؟ ولمن أبوح بعارٍ تلبسته رغمآ عني؟!

#ثمن2
الا ليتني ما خلقت... وكأنما روحي الحقيقية أضلت جسدها فوجدت نفسها تائهة بين وجوهٍ مختلفة.
كنت طفلة لا تعي سوى دميتها والقليل من الحلوى....أرى الأشياء بعين والدتي فقط....كانت الألوان في عيني يومآ عن يوم تتبدل,إلى أن تحول ذاك اللون لسوادٍ باهت يكتم على أنفاسي...تكدست الألون بين أزقة غرفتي الوردية ودفاتري الملونة.
وإذ بي أرفض لوني المفضل..ودميتي المفضلة....أكسر أصرخ وأبكي بلا جدوى...فمحواي ما تغير.
حاولت الإلتصاق بجدران مظهري...تقبل واقعي المرير...كنتُ تلك الفتاة باهرة الجمال الإنطوائية الإنزوائية الهادئة...التي يرغبها مئات الرجال...لطالما كنت منبوذة بين زميلات الدراسة...كنت أجهل السبب أو أحاول تجاهله وإنكاره.
اليوم أطل من نافذتي محملةً على عاتقي مئات السنين...وجوفي خاوي من نفسي....
أرتعش لحظة رؤيتي لأي رجل يقربني...أهابه,أنبذه,أنكره بل وأفر هاربة عنه!! كانت الوحدة تلازمني...تربت على كتفي فتكسره.
تزوجت والدتي من رجلٍ آخر وما عدت أراها سوى في المناسبات السنوية, في الحقيقة لم أشعر في الحزن على رحيلها... كنت أجهل سبب إنشغالها المستمرة عني....أترقب أوقات فراغها الممتلئة بزوجها وأطفالها السالمين فقط بعيدآ عني....إنشغلت عني كثيرآ...حتى أنني نسيت رائحتها وملامحها البعيدة بعدآ تام عن ملامحي.
بالرغم من جفاها المستمر...كنت أنتظر مهاتفتها سنويآ لتهنئني بيوم ميلادي التعيس...كلما رن هاتف منزلنا,,,سارعت لأجيب بكامل لهفتي لأصدم بصوتٍ آخر,,,سمعت جميع الأصوات الا صوت أمي...ما أوصدت باب غرفتي يومآ,على أمل زيارتها لي ذات ليلة لتلاعب خصيلات شعري التي إفتقدت أناملها وهمساتها الرقيقة.
موجعُ هو إهمالها....تغيرت علي كثيرآ.... حتى رضخت بواقعي بالبعدعنها....كنت أواسي نفسي ببعض الصور التذكارية التي كانت تفتقد وجه أبي.
إلى أن إلتقيت ب#سراب زميلة الدراسة الثانوية....كنت ولأول مرةٍ أشعر بتلك الراحة والشفافية في الحديث مع أحد.
كانت أشبه بتوأم روحي .... فتاة جميلة الخَلق والأخلاق...غامضة أجهل عنها الكثير, ومع ذلك كنت أستشعر بها إنسانيتي المفقودة بين أحضان الماضي.
بدأت أكنَ لها مشاعر مخالفة لفطرتها ,  قلبي يتودد منها, ويرغبها حبيبة لا صديقة!!!
نعم حبيبة....
بدأتُ أغار عليها من الصديقات والأصدقاء,كانت رغبتي تفوق حاجتي لها ....بجوفي رجل يحتاج للترويض المستمر,وفي مظهري فتاة حسناء تلفت الأنظار وتسلب العيون عمن حولها.
كيف كان لي أن أصارحها !! حتمآ ستلعنني وتهجرني....بل ستنعتني بالمريضة الشاذة !
سئمت من وحدتي....
_بل أنا معك....
_لم أملك سوى ظلي.
_وماذا عني انا...!!!
_أنت... صديق صنعته لنفسي من عالم الخيال,لتواسي خيبتي, و تؤنس بوجودك وحدتي... ولكن سرعان ما سأحرقك.
وقتها لن يكون لوجودك أي مغزى.... سانتهي منك عن قريب.
_ومن الذي سيؤازرك ويمنحك القوة.
_ذاتي...سوف أرحل عن كل ما يذكرني بعلتي,لأعود بوجهٍ آخر,,,بوجهٍ ينصف مكنوني ويحررني من جسدٍ غريب.
مللت غربتي ونظرات التعالي التي تحيط بي... مللت الشتاء وبكائي المستمر,مللتك أنت....




#ثمن 3
_ ومالذي تنوين على فعله؟؟
_سوف أهجر البلاد وأرحل بعيدآ... كنتُ قد تواصلتُ سابقآ مع أشهر الأطباء المختصين بعلاج الحالات المشابهة لحالتي... سوف أعيد تشكيل نفسي بما يتناسب وحقيقتها... أخلع الفساتين الضيقة,والألوان الزاهية,سوف أحرق صوري وأي ذكرى قد تجمعني بالماضي.
_وماذا عن والدتك؟؟؟ عن المجتمع !! ماذا عن صديقاتك!!
_ههههه وهل كنتُ يومآ ضمن قائمة إهتماماتهم!! حتى والدتي...كنت أترقب أوقات فراغها المليئة بالجميع...والخالية فقط مني !! يبدوانها لم تحبني..... فكنتً لها عقبة غير متوقعة في حياتها,,,أو شوكة غرزت في حنجرتها تمنعها عن مناداة إسمي حتى.
ولانني كنت أجهل ماهيتي....كنت ألجأ لخالقي,أشكوه حالي...فأتعثر عند أول دعوة...أتمنى بها موتي....
كم  أكره تخبطي وسط الجدران,,,بين الوجوه الغريبة ...أبحثُ عمن يشبهني!! عن أي طيفٍ يسعفني....ويحمل بي للأعالي...يربت على كتفي بأنني لست شـــــــــــــــــاذة كما يدعون....لست منحلة متمردة على قانون الطبيعة!!
وهل يُلام الأصم على معزوفة لا يتقنها...والأعمى على كأسٍ كسرها!!وهل يُلام الأبكم على آيةٍ لم يتلوها بأعلى صوته!!!
لم اللوم إذآ....على طفل تغير قدره بين ليلةٍ وضحاها!! عندما ترقب والداي مولودهما الاول ذكر...وإذ بي مولودة على شاكلة أنثى بجوفها رجل!!!
اليوم...سأطل من نافذتي...أتأمل تلك السنوات العابرة...وذاك الموج الذي إبتلعني مرارآ وتكرارآ....تلك النظرات المشككة المترصدة المترقبة لتحركاتي....!!!
هل ساكون يومآ ممن يبتلعه الموج مستسلمآ أمام خيبة القدر...ولعنة المجتمع!! أم ممن مُدت له يد العون ليبعث بي النفس من جديد.
ستنتهي هذه الاعوام المظلمة وذاك الأرق المستمر,سوف أسدل الستارة عن ذاك الماضي,لأرحب بشمسٍ جديدة تشرق على وجهٍ جديد.
لن أخشى المجتمع,ولن أحزن إن خاصمتني عائلتي....بل سأسخر وإياهم على نفسي...
أرهقني الحزن بما فيه الكفاية.فأمتلئ كأس قلبي,وماعاد يتسع لأي حزنٍ آخر....
_وماذا عن غضب الخالق؟؟
_أنا ما عارضت الطبيعة....وما تجنبتً خلقي.... وعند سؤالي عن حكم الشرع بذلك....
إذا كان الشخص قد خلق من الأصل ذكراً أو أنثى ، ولكن أعضاءه غير ظاهره ، فيجوز إجراء عملية جراحية لإظهار تلك الأعضاء ، وإعطاء الشخص أدوية أو هرمونات لتقوية أصل الخلقة التي خلقه الله عليها .
فانا لم أعترض على خلق الله ومشيئته,ولم أدعي الشذوذ يومآ,ما ذنبي إن خلقت خنثى!! أرهقتني الحيرة...أرهقتني نظراتهم وتهامسهم المستمر حول حقيقتي!! آن أوان إظهار الحقيقة المخفية عنهم والمكشوفة تمامآ لي ولخالقي.


#ثمن 4
لا أنسى تلك المعارضة الكبيرة التي تلقيتها من والدتي عند إبلاغها عن رغبتي التي كانت بالنسبة لها مخلة لعاداتنا وتقاليدنا,حتى انها مخلة لطبيعة تكويننا!! كان الأمر هينآ بالنسبة لها,فهي لم تشهد يومآ على تناقضاتي ورغباتي!
لم تشد بيدي يومآ لتخبرني أنني بخير وأنها برفقتي, بل هجرتني كليآ ورهبنت عمرها في رعاية الجميع بعيدآ عني!
لا يحق لها منعي, أو حتى محاسبتي... إتخذت قراري وكنت قد وضبتُ أموري وحقيبتي الممتلئة بأحلام جديدة على قيد الإنشاء.
فور وصولي لمدينة تكساس إلتقيتُ بالطبيب المسؤول #ليون عن إجراء هذه العملية التي كانت على ثلاثة مراحل متقطعة.
_وسيم, فتاة باهرة الجمال أنتِ حقآ, واشعر بأنكِ تملكين من الجرأة ما يكفي لإجرائك هذه العملية الخطرة, كنا قد إتفقنا سابقآ بأن المسؤولية الكاملة على عاتقك لوحدك,وقد بصمتي على بعض الوثائق التي تؤكد ذلك في حال فشل العملية.
_ ما هي النتيجة التي يمكن أن احصل عليها في حال فشل العملية؟؟؟  أيمكن أن تكون أسوأ حالآ من وضعي المتناقض هذا؟؟ لا أظن ذلك!
_قد تفارقين الحياة , فتكوينة أعضائك التناسيلة بتعقيد كبير جدآ , وتحتاج لعملية سوف تدوم لمدة سبع ساعاتٍ بلا توقف.
_لأفارق الحياة دكتور, على أن أكمل حياتي بنصف إمرأة ونصف رجل...فلا أملك والدة حنونة تبكيني...ولا صديق وفي ينعيني....أما عن والدي!! فهو هجرني بيوم ميلادي بل وتبرأ عني!
عن أية خسارةٍ تتحدث بالله عليك؟؟؟
_إذآ الغد هو موعدنا, وأنا أؤمن بأنها ستكون ناجحة.... أؤمن بعزيمتي وقوتك.
_وأنا أؤمن بالله....فقد وكلت أمري كله لله وحده
_ أما زلتِ حقآ تتعبدين الله؟؟ وهو من وضع بكِ هذه العلة وشوه خلقك!!!
_هو خالقي,فشاء لي ذلك...كيف لي أن أعارضه أو أتذمر خلقي؟؟؟
كانت ليلة وحيدة كباقي الليالي,أنبش في صفحات التواصل الإجتماعي بحثآ عن صفحة #سراب .
عندما عثرت على صفحتها شعرت وكأنني ملكت الكون وما فيه, بدأت بتوديع صورها وتقبيل أناملها خلف تلك الشاشة اللعينة, أناظرها بعينٍ أخرى...وكأنني سأستيقظ صباحآ بعينٍ أخرى....ووجهٍ آخر.
رغبت في التواصل معها....والبوح عن كل ما يختزنه قلبي.خفت أن تصيبني المنية ويدفن سري برفقتي...فهي كانت الدافع الأكبر لي ولإجرائي لهذه العملية المصيرية.
_أنسيتني يا #سراب؟؟
_ #وسام؟؟؟ أين أنتِ يا فتاة؟؟ قد طال غيابك!! ولم أسمع عنكِ أية أخبار!! هل أموركِ على ما يرام؟؟
دام الصمت قليلآ.....ترددت أناملي في الكتابة بعض الشيء...توقفت وتراجعت عن إفشاء سر توقفها عن الكتابة.
_ أنا الآن خارج البلاد عزيزتي,كنت قد حصلت على منحة دراسية في تكساس,سوف أكمل دراستي هنا.
ماذا عنكِ؟؟؟
_أنا!! كنت قد تعرفت ساشبقآ على شابٍ وسيم,إستطاع أن يسلب مني العقل والقلب,وقعتُ في حبه وها نحن على أبوب الخطوبة والزواج.
كم كان وقع هذا الخبر مؤلم,تمنيت لو أنني ما تواصلت معها,لو أنني ما سألتها عن حالها!! وبردة فعلٍ عفوية...
_وماذا عني أنا؟؟؟؟
_ههههههه ما بكِ يا #وسام!! أتغارينني من حبيب؟؟؟ فوالله لو كنتِ رجُلآ لأحببتكِ دون تردد.
هي ما أدركت بأنها كانت تعزف على أوجاعي وتتراقص على أناهيد آلامي...ما أدركت بأنني احببتها بكامل جوارحي,كرجل.... انا رجل
عجزت عن الصراخ بذلك...بأنني أحببتها بل وبانني تحديتً الموت لأجل قلبها.
كنت قد دخلت في حالة بكاءٍ هستيرية,أكسر كل ما يحيط بي....بل وأصرخ كإمرأة فقدت عقلها,وكرجل تعرض للخيانة.
إلى أن سرقني النعاس مني,وركدت في سباتٍ عميق كان قد أسعفني من وقع الخبر.
إستيقظت على صوت طبيبي يهاتفني...
_هيا يا الأميرة النائمة,,,قد حان موعد التغير الجدري.
تثاقلت أقدامي على الإقدام عليها,,ترددت كثيرآ....بل وحاولت الهروب...ولكنه قد فات الأوان , فأنا الآن تحت تأثير المخدر على سرير أزرق وحولي أناس ملثمين يتهامسون فيما بينهم بمصطلحات طبية لم أسمعها يومآ من قبل!! 
إلى أن فقدتُ وعيي تمامآ....كنت أشعر بكل ما يدور من حولي, أصوات الأجهزة وتهامسهم الخافت فيما بينهم...حتى صوت طبيبي #ليون وهو يعلو رأسي مناجيآ لله الذي كان قد أنكر وجوده قبل عدة أيام.
زارني طيف والدتي...تناظرني بعيونٍ ملؤها الحزن...يبدو أن ضميرها قد فاق متأخرآ...أو أنها قد أضلت الطريق إلي.
أشعر بأن نبضات قلبي في تسارعٍ مستمر... وكأنه يرغب الفرار من جوفي وإعتلاء السماء... بدأت الأصوات من حولي تزداد إرتباكآ ...
_إنخفاض حاد في ضغط الدم .... توقف القلب...توقف القلب...
_فارقت الحياة....أو الحياة فارقتني لا أعلم.... يبدو أنها عتقتني من خيبة فشل العملية...فأخذت بيدي لها,,,بعمر ما تجاوز العشرون عامآ!!
_ لا....لا يمكن لكِ ذلك يا #وسام , لن تموتي..لقد وعدتني بأن لا تفارقي إبتسامتك الحياة...كوني قوية لا من اجلك...بل من أجل مئات المرضى من بعدك....ستكونين لهم الأمل لا الألم يا طفلتي,,تماسكي....تــــــمــــــــــــاســكـــي.
لتختفي الأصوات من حولي فجأة ويعم الهدوء...ظلام باهت .... أشعر في البرد والخوف...هنالك ضوء يستدعيني...وكأنه يناديني...كلما تقدمت خطوةً نحوه تراجعت عشرات الخطوات.

#ثمن 5
يبدو أن الموت يناديني....يصارعآخر أنفاسي ويشدني إليه بكامل برود!!
ولكن... لا ...لن أستسلم أمامه,لن أخيب ظنون نفسي...سأنطق آخر أنفاسي...وأرفع إبهامي عاليآ....علهم أسعفوا قلبي...وبالفعل....نطقت آخر أنفاسي ليسارع الطبيب في إسعافي عبر ضربات كهربائية متتالية كانت كفيلة بأن تعيد النبض لقلبي الضعيف...وقتها عادت الأصوات لتتغلغل داخلي...
_هيا...أفيقي...كوني قوية...هيا يا #وســــام
نجحت عمليتي بعد صراعٍ دام لسبع ساعاتٍ ما بيني وبين الموت الأسود .
عندما فتحت عيوني...وكالعادة جميعهم يحيطون بي...ماعدا والدتي...كنت أتمنى بأن لا يكون ذاك الذي رأيته مجرد حلم أو خيال,,,,كنت أملك بعضآ من الأمل نحوها...فقطعته كليآ.
_ #وسام,لقد أقلقتنا كثيرآ... غادرتنا لعالم آخر عدة مرات,وفي كل مرة كنت تعودين أقوى.
لأناظره بإبتسامةٍ صغيرة ملؤها الألم.
_أعلم بأنكِ تشعرين في الألم....لا تقلقي...لن يدوم ذلك كثيرآ.
وبعد سبعة أيام من العملية بدأت أقوى على الحراك وتناول الطعام لوحدي...كان طبيبي #ليون لا يغادرني للحظة,بل داوم على رعايتي والإهتمام بي.
_دكتور #ليون... لقد شهدت على الموت عدة مرات,,بدأتً أهاب باقي العمليات التكميلية...
_ لا إياكِ ذلك...بل كوني على يقين تام,بأن هذه العملية هي الأصعب أما باقي الإجراءات سوف تكون هينة مقارنة مع هذه.
كان يجب أن يمر شهر كامل لإجراء العملية الثانية, ظهرت معالم رجولتي بشكل أوضح عما قبل, فأمسيت أملك وجه فتاة وجوف رجل متكامل,كم كان ذاك الشعور مستفز قاتل,تناقض واضح وتقلب مستمر.
في إحدى ليالي تكساس الباردة, صابني الضجر والملل,فألقيت نفسي بين طرقاتها الشامخة وبناياتها العالية,لفت نظري مقهى يبعد عني القليل,توجهت نحوه لإحتساء القهوة وتناول الحلوى,وإذ بفتاة عشرينية تتوجه نجوي...
_هل يمكنني أن أشارككِ الجلسة؟؟
صابني التوتر بعض الشيء...
_ أووه بالطبع تفضلي تفضلي,لكِ ذلك.
_يبدو أنكِ وحيدة في هده المدينة الكبيرة...
_مممم نعم, أنا كذلك..ولكن غربتي لن تطول كثيرآ,,حتمآ سوف أعود لوطني.
_وما سبب تواجدك هنا؟؟
_دراسة...أتممت دراستي وها أنا على أبواب التخرج.
_جميلة أنتِ....محظوظة!
_وهل كان الجمال حظ برأيك؟؟
_بل هو الحظ بذاته,,,ولكن للفتاة الذكية التي تتقن إستخدامه.
_وإن قلت لكِ بأن الفتاة التي تقابلك هي الأتعس حظآ!!!
_بل أظن ذلك...الا إن كنتِ تفتقرين للفطنة والدهاء في إستخدام ما تمليكن

#ثمن 6
_وهل كانت الانوثة برأيك طًعم يستخدم في إغواء الفريسة وإستدراجه؟؟
_ولم لا؟
_وماذا لو كانت الأنثى التي تقابلك هي الأتعس حظآ!!
_لا يمكن لكِ أن تكوني كذلك.
_بل أنا .... وهل يوجد الأتعس من إنسان يحمل بجوفه رجل يخشى الظهور!!
_أتقصدين بأنكِ.....
_نعم.... والآن...أما زلتِ مقتنعة بانني الأسعد حظآ!!! ههه لا أظن ذلك.
رحلتُ عنها مثقلة بجرح يفوق حجمي , كابرت بإبتسامة ساخرة وسارعت في التوجه نحو الفندق لأتقوقع وكعادتي في غرفتي.
أثناء محاولاتي المتقطعة في الخلود إلى النوم, نهضت فازعة  على صوت الجرس....
_من هنا؟؟
_أنا كاترين...أيمكنك إستضافتي!!
صابتني الحيرة بعض الشيء,لأذكر بأنها كاترين ذاتها الفتاة المتطفلة التي إلتقيتها بمحض الصدفة في القمهى.
فتحت لها الباب لتدخل مباشرة محملةً ببعض الأكياس المليئة بالطعام!!
_ولكنني...كنت قد تناولت الطعام منذ قليل.
_لا مشكلة في ذلك... أنا لم أتناوله بعد!
كانت فتاة غريبة الأطوار,جريئة متمردة إستثنائية!!!
_ماهو موعد عمليتك المقبلة؟؟؟
_ وما أدراكِ عنها؟؟
_مممم لنفترض بأنني إنسانة فضولية جدآ إتجاه من يهمني أمرهم.
_بقي أسبوع واحد فقط...أشعر في القلق....كنت قد صارعت الموت سابقآ أثناء إجرئي للعملية.
_لا تقلقي...دائمآ ما تكون البدايات هي الأصعب.
كانت وجبة غذاء شهية جدآ,,,حتى أنني لم أذكر آخر مرة كنت قد ضحكت بها بهذا الشكل!
_حقآ سعيدة بمعرفتك يا #كاترين...
_لماذا ما زلتِ تنعتين نفسك بصيغة الأنثى؟؟
_لم أنتهي من ترميم مظهري بعد....لأدعي الرجولة!!
_مممم لم يتبقى الكثير لذلك,وسوف أشاركك تلك اللحظات الأخيرة وأكون معك خطوة بخطوة, فأنا لم أصادف إنسان يملك عزيمتك وإصرارك من قبل.
وبالفعل حان موعد العملية الثانية لتتبعها الثالة مباشرة,لم تفارقني #كاترين أبدآ.... فأمست الشاهد الأكبر على معاناتي.
عندما فتحت عيوني بعد اللمسات الأخيرة,وجدتها تعلو رأسي وتقبله....أهنئك...لقد نجحت.
_هل لي أن أرى نفسي بالمرآة, فأنا منذ طفولتي أتتوق شوقآ لهذه اللحظة التاريخية.
_لكَ ذلك....تبدو رجل وسيم جدآ,يبدو أنني سأقع في حبك ههههه.
يا إلهي كم تغيرت....لم أصدق للوهلة الأولى بأن ذلك الرجل في المرآة هو أنا. تغير جدري واضح....حتى أنه أصبح لي ذقن وشعر أجعد قصير,هههه صابتني حالة هستيرية من البكاء والضحك..وكأنني في حلم لا أرغب في انتهاءه.
الآن أصبح بإمكانني أن أنادي نفسي بصيغة الذكر,,,أصبح بإمكانني أن أصراح معشوقتي بحبي لها,,,لا ك #وسام صديقتها المدرسية..... بل ك #عمر..... رجل كامل القوام والتكوين....رجل أحبها بكامل جوارحه.
_هل ستصارحها بحبك حقآ!!
_بالطبع سأفعل ذلك....فانا ما إتخذت هذه الخطوة الصارمة بحياتي سوى للتقرب منها....والتخلص من قيودي الأنثوية الكاذبة.
وبإبتسامة باهتة ما إعتدت على رؤيتها من قبل....
_أغارها حقآ.....لم يحصل أن يعشقني أحد إلى هذا الحد من قبل.
بدأتً التواصل مع #سراب عن طريق إحدى المواقع الإجتماعية سهلة التواصل..كنت قد بصمت أطباعها المتقلبة عما قبل....فهي فتاة كثيرة التردد والتوتر,,, تحب الألوان الداكنة,وتفضل الشوكولا السوداء برفقة الحليب!
كانت تميل لمشاهدة الرسوم المتحركة بالأخص #ساندي_بل لم أنسى تفاصيل وجهها الوردي وعيونها الزرقاء البحرية.
حاولت معرفة ما إن تزوجت من ذاك الشاب الذي كانت قد خبرتني عنه....ولكن يبدو أنهما إنفصلا,توضح لي ذلك من بعض المقتطفات التي كانت قدر غردت بها.
لم تتغير.....لطالما لجأت للبوح عن ما يكتنزه قلبها للقلم....
لم أرغب بأن أفشي لها عن كنيتي الحقيقية....خفت من ردة فعلها التي قد تفقدني إياها للأزل.
أسميت نفسي #عمر.... وبدأنا في حوار صغير عرفتها به عن نفسي أولآ....
لتطول بنا الحوارات مع مرور الأيام....كانت الساعات بقربها تمر عن ثوانٍ معدودة.
_ أشعر بأنني أعرفك منذ القدم يا #عمر....تشبه أحد...ولكن لا أعلم من هو....كل ما أدركه...بأنني أشعر بسعادة كبيرة لحظة محادثتك....تتغير دنياي...ويرتعش قلبي لحظة ظهورك.
ياه كم كان وقع كلامها العذب يريح نفسي...ولكن تصرفات #كاترين الغريبة بدأت تقلقني وتثير غضبي!! وكأنها تغارني..ترغبني لها وحدها..انانية هي بي...
ولكن كيدها فاق حبها لي...فما بعد خيبتي بها خيبة.

#ثمن 7
طالت بنا الأيام وتعمقت ما بيننا الأحاديث,أمسينا عادة لا بد منها...أحاديثنا طويلة لا تنتهي سوى بنوم أحدنا أثناء الحديث...
_أتطوق شوقآ لرؤيتك يا #عمر... متى هذا اليوم؟؟
_لا تقلقي أميرتي....فسفري قريب ولقائي بكِ أقرب..فأنا مذ تطوقت حياتي بكِ أمسيتُ أُحصي الدقائق قبل الساعات.
_ أخاف بأن تأخذك مني الأيام...فتنساني!
_وهل لي بأن أنسى حُلمآ راودني لأعوام!! لا طفلتي... فأنا ما خلقت سوى لكِ...كوني على يقينٍ تام بأنكِ الوحيدة التي أسرت مخيلتي وقطفتني من نفسي.
واجهتني مشكلة لم تكن في الحسبان, فهويتي تحمل جنس أنثى....ولكن مظهري وحتى تكوينتي أصبحت تبعد بعدآ تام عن الانوثة...هنا بدأتً إجراءات مطولة في المحكمة لتحويل الهوية لمذكر...أخذت مني هذه القضية عدة أشهر مطولة.
بهذه الاوقات كانت #كاثرين لا تفارقني أبدآ...حتى انها شاركتني المسكن والمأكل .... كانت صداقتنا مميزة وبنكهةٍ أخرى...فهي وحدها من إتطلعت على مراحل تغيري الجذرية.
الغريب في الامر,,,بأن قضيتي في المحكمة كانت تطول وتعرقل في كل مرةٍ كنت أقارب على حلها.
كنت أجهل سبب ذلك التعقيد حقآ!!!
_ #عمر....مضى أربعة اشهر على معرفتي بك...وكم من مرة أعطيتني وعد اللقاء ولم تفي بالوعد!!
_عزيزتي.. أعذريني ...طالت دراستي وتعرقلت اموري بعض الشيء...ولكن إن لقاءنا لقريب...تحلي بالصبر قليلآ.
إلى أن إكتشفتً حقيقة ذاك التاخير المستمر في أوراقي!! كانت #كاثرين تحاول جاهدة بمنع إيصال أوراقي وإثباتاتي الشخصية للمحكمة....علمت بذلك عندما عثرت بمحض الصدفة على أوراقي مطوية بإحدى حقائبها.
غضبتً كثيرآ,ولكنني تمالكتً نفسي وحاولت إخفاء ردة فعلي عنها. خوفآ من محاولات تحريبٍ أخرى.
أرسلتُ أوراقي بنفسي...وواكبت أمورها إلى أن تمت الإجراءات على اكمل وجه.
حجزت تذكرة السفر ووضبت اموري....كنت أرغب بالفرار عنها دون إبلاغها,,ولكن عشرة تلك الأيام بقربها ما هانت على قلبي...جلساتنا وسهراتنا وحتى أحاديثها المليئة بالحياةأجبرتني على إبلاغها.
_ #كاثرين... لقد إقترب موعد سفري وعودتي للوطن.
_ كيف حصل ذلك؟ متى هو موعد سفرك؟؟؟
_ لم اخبركِ خوفآ من ردة فعلك,,فأنا على درايةٍ تامة بكل ما فعلته يا #كاثرين في تأخير أرواقي وإجراءاتي المحكمية.
_يا ساذج...ألم تسأل نفسك لو لمرة واحدة ما السبب في ذلك؟؟؟
أحببتك...بل وتعلقت روحي بك...أنا من وقفت إلى جانبك في محنتك , كيف سترحل عني؟!؟!؟ أتستحقك هي!!!
_كفاكِ أنانية يا #كاثرين... أنتِ صديقة ولا يمكن لي ان أكن إتجاهكِ أية مشاعرٍ أخرى...لم ادعي ذلك يومآ...بل صارحتك بحبي ل #سراب ولم أخفي عنكِ مشاعري نحوها.
_ لتذهب لها....ولكنك حتمآ ستعود لي نادمآ عندما ترفض حقيقتك المخفية عنها.
لم اكترث لتهديداتها الغامضة , وتوجهت نحو المطار محملآ بأحلامٍ جديدة منها ما قد تحقق والآخر على قيد التحقيق.

#ثمن 8
#كاثرين كانت بمثابة الماء البارد العذب لمتعطشٍ تاه بين رمال الصحراء,بعدما أثلج قلبي وبات باهتآ باردآ مهجورآ....جاءت هي كالمشس المتكورة تذيب جبال الثلوج المتراكمة بين ضلوعي منذ أعوام... أنا أقدر أصغر الأشياء التي وهبتني إياها...إبتسامتي وراحة بالي....حتى تواجدها بحياتي أضفى نوعآ آخر للحياة. كانت هي الدليل والبوصلة لرجلٍ تاه بين تناقدات تكوينة معقدة.
ولكن كان علي أن اتخذ هذه الخطوة القاسية من نوعها....كان علي أن أشد الرحال عنها... فكيف لي أن أعاشرها وبجوفي عرشُ إمرأةٍ أخرى...وقد إستوطنتني حبيبتي #سراب...
فور وصولي لأرض الوطن..كنت أمشي شامخ الرأس عالي الجبين...فما عادت العيون والهمسات ترافقني أينما ذهبت....تحررت من قيودٍ كادت تخنقني يومآ ما.... بل حتى أنني أمسيت محط أنظار النساء من حولي.
كانت ردة فعل عائلتي سلبي هجومي بعض الشيء....الا انهم إستسلمو للأمر الواقع بل وأحبو مظهري الجديد الذي كان لا بدبي أن أفصح عنه يومآ ما.
أما عن والدتي...كالعادة, باردة بعيدة لم تهنئني على العودة سالمآ ولم تسألني عن حالي أصلآ.... كانت حياتها مليئة ولا تتسع لي....ولكن كنت أخاف أن تغادرني يومآ ولا تعود...فأتمسك برائحتها العابرة , بخصيلات شعرها الذهبية المتاثرة.ومع ذلك..... جوفها خالي مني تمامآ.
في بداية الأمر تعرضت لإنتقادات كبيرة من المجتمع المحيط بنا....كانو ينتظرون عودة #وسام...لتعود لهم #عمر بحلةٍ أخرى مغايرة للطبيعة بنظرهم.
ولكنني ما إكترثت أبدى,,فأنا إعتدت على تلك النظرات المتمحورة حولي حتى قبل تحولي وإجرائي للعملية هذه.
إلى أن تلقيتُ مكالمة كانت كفيلة بأن تقلب يومي وجهآ على عقب....كانت المكالمة من والدي....ذلك الرجل الذي كان قد تبرأ عني لحظة ولادتي... بعد مرور عشرين عامآ على هجرانه....بأي جرأةٍ وبأي مبررٍ يكلمني؟؟
كنت على درايةٍ ببعض تفاصيل حياته من الأقارب المجاورين لمكان سكنه,كان قد تزوج مرةُ أخرى ولكنه لم ينجب أطفال آخرين سواي..يبدو أن الله قد جازاه على فعلته , فهو عصى حكمة الله بخلقه.... لحظة إنكاره لي.
_ أنا حسبتك ميتآ....بل وكنت أواسي نفسي بوفاتك...فلم أحتمل يومآ فكرة هجرانك لنا لمجرد أنني ولدت خُنثى....
أتدرك أمرآ يــــــا.....
وبغصة قلبي وبحة صوتي الممزوجة بدموعٍ حاولت كتمانها رغمآ عني....
_ يا والدي!! أتدرك بأنك كنت المسبب الأكبر لمعاناتي وجفى أمي عني!! بأنك المسبب الأكبر لمعاناتي....كلما كنت أتهرب من اعينهم أقول لنفسي...مابالك تلومين تهامسهم وتجاهلهم لكِ...حتى والدك كان قد أنكرك,فكيف لذاك المجتمع بان يفتح ذراعيه لكِ!!!
_ إسمعني يا بني قليلآ.... قد علمتً مؤخرآ بنجاح عمليتك, وبانك أصبحت رجلآ بكامل مقومات الرجولة...دعني أعوضك ولو قليلآ عن ما فاتنا من أعوام.
_تعوض ماذا!! أما أنك فقدت الامل من إنجابك لطفلٍ آخر فوجدت بي ما قد يشبع رغباتك الأبوية!!! لم جئتني الآن!!
لأنك لن تخجل مني بعد اليوم أليس كذلك؟؟؟ لأنني الوحيد الذي سوف يحمل إسمك وكنيتك ....
لا,لن أحقق مرادك....فقد تأخرت كثيرآ..... كما أرهقت طفولتي في البعد عنك سوف يرهقك العمر المتبقي لك وحيدآ منزويآ.
ولكن تأكد بأنني لا أشبهك.... فقد فاقت إنسانيتي حقدي وكرهي لك....لن احمل إسمك...ولن أناديك يومآ بوالدي....ولكن إن أحتجت الرفق يومآ سوف أكون بمحاذاتك أربت على كتفك وأخدمك....لا من اجلك...بل من اجل حق الله  ووعيده.
أنهيتً المكالمة معه بعدما دخل في حالة بكاءٍ هستيرية.... ما نفع الندم الآن!!! وما نفع تلك الدموع الكاذبة المتأخرة !؟!؟
حان موعد لقائي مع #سراب... كنت قد حضرت لها بعض الهدايا من العطور والحلوى المفضلة لديها....متحمس جدآ لهذا اليوم الذي إنتظرته منذ اعوام....لقائي بها كحبيب لا كصديقة ترفيهية.
إلتقيتها بإحدى الحدائق العامة محملآ بباقة وردٍ جوري ...ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان....
#ثمن 9
كانت #سراب برفقة #كاثرين متوجهين نحوي...  هنا بدأت أقدامي بالإرتجاف....لم اعد قادرآ على التفكير حتى!! وكأن الدنيا من حولي توقفت عن الحركة .
ولكن  #سراب كانت مبتسمة بشوشة الوجه!! ولم يظهر عليها أي أثرٍ من الحزن!! أما عن #كاثرين فقد كادت لي مصيدة لن انساها يومآ....
سارعت #سراب في خطواتها نحوي....ضمتني هامسة:
_كيف لك أن تطيل الغياب هكذا!!! فقد إشتقتك حد السماء.
أووووه لقد نسيت بأن أعرفك على #كاثرين... صديقتي الإلكتروينة منذ عدة اشهر,, قامت بزيارتي للتو , كنت قد حدثتها عنك كثيرآ... فأصابها الفضول نحوك كمثلي تمامآ.
تعقدت الحروف في  حلقي وأبت الخروج...
_ يبدو أن صديقك خجول جدآ يا #سراب....
_أهلآ بكِ... لنتوجه نحو المقهى فقد بدأت السماء بالإمطار.
توجهنا سويةُ وفي ذهني عدة تساؤلات بدأت تتصب على شكل عرق أغرقني .
_ لا أصدق عيوني حبيبي #عمر ... ها أنت تجالسني وجهآ لوجه... أتعلم أمرآ!! أشعر بأنني قد جالستك عدة مرات سابقآ...
لتقاطعها #كاثرين بضحكة صاخبة عمت المقهى وأثارت الإستنفار !!!
_ ما بكِ عزيزتي؟؟؟ لم هذه الضحكات الجنونية!؟!؟
_أوووه أعذروني....فقد تذكرت صديقة كانت لي في القدم... تشبه #عمر كثيرآ....حتى أنني لوهلة ظننتها توأمه... إسمها #وسام.... فتاة لطيفة غريبة الأطوار بعض الشيء....ولكنني أحببتها حقآ.
ساد الصمت قليلآ ما بيننا...وتوترت الاجواء , بدأت ملامح #سراب في التغير شيئآ فشيء....  ناظرتني بعينٍ ملؤها الدمع ووجه عابس مُحمر...
_لا , لا يمكن لك ذلك.....كذب شكوكي....وأنكر مسامعي رجاءآ يا عمر.
فقط خبرني بأنك لم تخدعني....بانك #عمر حبيبي....
ما بالك صامت!!! تكلم......تكلم ولا تخيب ظنوني رجاءآ.
كانت #كاثرين تبتسم إبتسامتها الماكرة تعلن إنتصارها....
_ #سراب....خفت من فقدانك...من ردة فعلك إتجاهي...ولكن صدقيني ماخدعتك بصدق مشاعري نحوك...أحبتتك وكل ما أجريته من عمليات جراحية كان لأجل قربك...فأنا ما طمعت سوى بحبك....
مقاطعة لكلامي:
_من تظني نفسكِ يا أنتِ...أشعر بالغثيان...وأرغب حالآ في النزوح عنكِ....كم تشعرينني بالمقت والشفقة ,,, أشفق عليكِ يا كاذبة....لطالما كنتِ بنظري فتاة شاذة وستبقين كذلك مهما تغير مظهرك.
لتضرب الطاولة بكل غضب راحلةً عني....
كم كانت كلماتها جارحة ...تجثمتً أمام #كاثرين صامتآ....وكلمات #سراب ما زالت تنهش مسامعي...إنهرت من وقع الصدمة....لتعانقني باكية....
_أعذرني #عمر...أعذر انانيتي...ولكن كان لا بد لي أن أكشف أمامك وجهها الحقيقي, أحبك جدآ... وأخاف منها عليك...لذلك فعلتَ فعلتي فقط لتكشف الأوراق امامك...
أنا احببتك بكامل قناعتي .... لا تحبني...لا أطالبك بذلك ولكن.... لا تهجرني,كن معي....شاركني أيامي كما شاركتك....
_ إبتعدي عني.... لا أطيق رؤيتك حاليآ....فقط اتركيني لوحدي أرجوكِ...
فما عدت أعرف من أنا!! هل فجأة ما عادت #سرابي.... وهي من كانت لي الضنى!!
كيف لي أن أعيش تفاصيل حياتي بعيدآ عنها...وهي ماعادت من حقي أنا!!
حتى أنني لم أبكي....رغم توجعي وقهري ....فالدمع في جوفي تيبس .
وكم تمنيتً بان يغتالني الموت,على أن أشهد على سوء خاتمتي برفقتها....
يطاردني شبح الإنهيار ولا يفك كفيه عني!!  ونبرة صوتها المتعالية تلك...تحوم حولي ولا ترحل.
أتنفس بعمق.بشهقة بألم....أحاول لملمت أوراقي المتناثرة من جديد... وتلك الخيبات تحاول إختراقي...ولكن هيهات لها ذلك....
فأنا لن اعاود الإنكسار مهما حصل.



كان لا بد لي أن أتخذ الخطوة الصارمة.
إما بقائي بهذه البلد ومحاكاة روح #سراب!! 
او العودة إلى تكساس حتى ألقي خطواتي الاولى نحو حياة جديدة بعيدة بعدآ تام عن كل ما يذكرني بها.
#كاثرين نجحت في إنتزاع #سراب من جوفي....ولكنها فشلت في إبقائي بقربها .
كيدها وحب التملك الذي يقتحمها ولَّدَ بي بعض الشكوك نحوها.
لا أرغب الفتاة المتملكة العنود....تلك التي تظن بأن كيدها قادر على إقتلاع أيٍ كان من مكانه!!!
وها أنا أشد الرحال عائدآ للغربة..بين جدران منزلٍ آخر لم يشهد يومآ على أنيني.
قد أكتفي بنفسي....بلا وجود إمرأة تعكر لي صفو حياتي.
وبالفعل توجهت عائدآ لتكساس نحو المطار....وفي حوزتي بعض الأماني المترهلة والكثير من الأحلام المظلمة.
توجهت نحو المجهول....نحو حياة #عمر الخالية تمامآ من #سراب....
و المليئة كليآ في #كاثرين !!!
حيث كانت في إنتظاري على بوابة الطائرة قبل إقلاعها بدقائق....
لم تصبني الدهشة,كنت قد إعتدت على تصرفاتها المماثلة لهذه!!!!
لقد إعتدت على نوبات جنونها حقآ.

_ أتظن بأنك قادرٌ على الفرار مني يا #عمر ؟؟؟ لا والله ما حققت لك رغبتك هذه سوى في حالة واحدة فقط!!! 
_وما هي أيا سر بلائي!!!
_عند شروق الشمس من مغربها.
هيا هيا ستقلع الطائرة وما زلت تجادلني....تحرك قليلآ.
































































































تنويه : الصور والفيديوهات في هذا الموضوع على هذا الموقع مستمده أحيانا من مجموعة متنوعة من المصادر الإعلامية الأخرى. حقوق الطبع محفوظة بالكامل من قبل المصدر. إذا كان هناك مشكلة في هذا الصدد، يمكنك الاتصال بنا من هنا.

عن الكاتب

هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة، لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى

0 التعليقات لموضوع "قصة #ثمن للكاتبة ياسمين الخطاب"


الابتسامات الابتسامات