_ #ريماس... حدثينا عن سبب نجاحك كإمرأه عامله أربعينيه وام لثلاثة أطفال!! ما هي دوافعك ومن كان يقف إلى جانبك
بمسيرتك المهنيه هذه ؟
_ ساد الصمت قليلآ وترغرغت عينيها ... وببحة صوت ملؤها الكبرياء... ( مجتمعي الشرقي ) !!
#ريماس...إمرأه اربعينيه #متحرره لم تسمح يومآ لأي شخص بأن يناديها بالمطلقه ! صاحبة الوجه الملائكي العفيف.
ولكن القدر لم يبتسم بوجهها بقدر ما شوهه !!
ترهلت معالمها وتقدمت بالسن مبكرآ ! عندما تزوجت بعمر الخامسه عشر من رجل يكبرها عشرون عامآ!
ذاقت وإياه طعم الذل والفقر والمرض...تحملت وصبرت...لمواكبة مجتمع ما حمل بقلبه ذرة رحمة بقدر ما ظلم.
لطالما عارضت على هذا الإسم المشؤوم !
ولكن بصمت! فخوف المواجهه الذي غالبآ ما إنتهي بيمين طلاق او شتيمه وضرب ! كان يقف عائقآ امام ابسط حقوقها و رغباتها .
إلا انها كانت مجبره على مواكبة مجريات حياتها! ليس حبآ إنما غصبآ.
فكان دورها الوحيد في جحيم الزوجيه هو المتعه....الإنجاب..والخدمه فقط!
ولكن... بعض النساء لا يزددن قوه وجبروت إلا بمثيل هذه التجارب المره ...
ومن هنا إبتدأت #ريماس طريقها.
بعد إنجابي لطفلتي #حليمه بدأت تتدهور حالتنا الماديه للأسوأ...زوجي رجل عاطل عن العمل وكل إعتماده على المعونات والمساعدات الخيريه!
بدأت العمل بتظيف المنازل وتطريز الملابس وجني بعض الأموال التي قد تسد جوع اطفالي....
حاولت جاهده بأن ادرسهم واوفر لهم حياه هنيئه بعيده عن ذل السؤال !
وزوجي لا يحرك ساكن! كان دوره الوحيد هو الضرب وسلب ما وفرته من اموال ليشتري بها السجائر و يقضي يومه بالمقاهي حتى منتصف الليل!
طفح بي الكيل....وحاولت الطلاق منه مرات عده...وكلما فاتحت ابي الموضوع ذمني بالعاهره الخارجه عن العادات والتقاليد!!
فما كان لي حيله سوا الإستنجاد بالله في صلاتي ودعائي!
ولكن كانت صدمتي العظمى...
عندما عدت يومآ من عملي مرهقه... لأجد فتاه تصغرني بعدة اعوام..ﻻ يتجاوز عمرها العشرون عامآ! جالسه تلاعب اطفالي !
رحبت بها وعلامات التعجب تعلوا وجهي...وعند سؤالي لزوجي عنها...أجابني وبكل فخر...
جهزي غرفت نومنا...هذه زوجتي على سنة الله ورسوله!!
هنا فقدت الوعي...وإستيقظت في المشفى على خبر هز كياني وكسرني من جديد!
ادركت انني احمل بين أحشائي طفل !
طفل آخر سيشهد على ظلم والده والمجتمع!
فكرت بإجهاضه مرارآ وتكرارآ إلا ان صلتي بربي منعتني عن ذلك!
عدت لمنزلي الذي ما عاد مملكتي...اشهد على دلالها الذي ما لاقيته يومآ..واحزن عليها حقآ!
فتاه جميله بعمر الورود ما الذي قد يجبرها على الزواج من رجل متزوج بعمر والدها فقير وعاطل عن العمل !!
حتمآ أنها اجبرت عليه من قبل عائلتها !!
مرت شهور عده...وازدادت مصاريف المنزل إلى ان بدأت زوجته بمساعدتي في اعمال المنزل والطرازه...
هنا تقربت منها وادركت بأن حالها من حالي...وما هي سوا ضحية مجتمع متطفل!
ومع إقتراب موعد ولادتي...قررت بأن أكمل دراستي الثانويه بعيدآ عن اعين زوجي لأنه حتمآ كان سيمنعني ويقف عائقآ أمامي...
_حصلتُ على كتب الثانويه بمساعدة زوجة زوجي #فرحوبدأتُ استغل اوقات نومهم اثناء الليل في الدراسه ومطالعة الكتب ...
امسيت في شهوري الأخيره من الحمل! غثيان تعب وارق لا يزاولني!
حتى انني لم اعد اقوى على اعمالي المنزليه ورعاية الاطفال...صابني إحباط شديد...وتراجع كبير في دراستي...بدأتُ افقد الأمل شيئآ فشيء....إلى ان لاحظت على ذلك #فرح !
بصراحه كان لها دور كبير في تشجيعي ومساعدتي بأطفالي والمنزل!
لطالما وقفت معي وشدت على يدي في موضوع الدراسه...فهو قد كان سرنا الصغير المشترك...لأنها هي الأخرى بدأت بتجهيز نفسها لإمتحانات الثانويه العامه!
انجبتُ طفلتي الثالثه #فرح !
_فرح؟؟؟
هل أسميتي طفلتك على إسم زوجة زوجك؟
_هههه في الحقيقه ما شعرت يومآ بأنها منافستي او#ضرتي ! بل كنت ارى بها اختً صغيره طيبة القلب ...هي ما كانت سوى ضحيه ولكن بوجهٍ آخر!
بالطبع هذا الأمر كان يُثير غضب زوجنا وإستفزازُه!
كان بحيرةٍ من امرنا !
حتى انه حاربنا وبدأ بتهديدنا في الزوجة الثالثه !! ههه لم يُدرك ذاك المسكين...بأن أمرُه ما عاد يُهمنا! والسبب الوحيد خلف تواجدنا بمنزله هو مواكبة القدر والمجتمع ليس إلا !
ولكن الحظ لم يحالف زوجة زوجي #فرح !
بالطبع زوجي ادرك بموضوع نجاحي وعارض على تكملة دراستي الجامعيه من باب الأوضاع الماديه السيئه ...فقدمت لمنحة دراسيه لتخصص #الإرشاد...
لطالما احببت هذا المجال وتمنيته!
حصلت على المنحه وكانت فرحتي لا توصف ولا تقدر بثمن
الآن ما عاد يوجد لزوجي اي سبب لمنعي عن إكمال طريقي العلمي الذي حتمآ كان سيعود بالنفع لي ولأطفالي ومستقبلهم !
لكن صدمتي كانت عندما لاقيت المعارضه منه مرة اخرى!!
هنا طفح بي الكيل...وكنت انتظر هذه اللحظه منذ زواجي منه ...لحظة طلبي #للطلاق والتحرر من قيوده وقيود عائلتي !
الآن ما عدت ضعيفه ولن اتردد هذه المره في قراري!
تمت إجراءات الطلاق واخذت حضانة اطفالي.
فهجرته وهجرت الرجال من بعده!
كنت ابلغ من العمر خمسه وعشرون عامآ ! إمرأه شابه #متحرره مع ثلاثة اطفال !
اكملت اعمال المنزل والطرازه من جهه ومن جهة اخرى تدريس اطفالي و دراستي!
ولكن ما تذمرت يومآ او شكوت!!
هذا قراري...وكان يجب علي ان اتحمل عواقبه الوخيمه من المجتمع وظلمه !
والله مرت علي بعض الليالي لا تسهوا عيني للحظه!
_كم قوية الإراده انتي ! اهنئك حقآ...
خبريني عن الصعاب التي واجهت طريقك العلمي ؟
كنت اجد صعوبه في التعامل مع زميلات الدراسه ! لطالما شعرت بالنقص والحرج كلما جاورتهم !
هم يلبسون افضل الملابس والماركات العالميه ! حديثهم الوحيد عن مساحيق التجميل والتكنلوجيا الجديده في هواتفهم ! فكنت غالبآ ما اعتزلهم واجلس في إحدى الحدائق الساكنه بعيدآ عن عيونهم المتجسسه والمستهزئه بلباسي وتصرفاتي التي غالبآ ما كانو يصفونها بالغريبه .
_ #فارس...
هو زوجك الحالي أليس كذلك !!
وبكل فخر :
_نعم سيدتي...زوجي ورفيق دربي والسبب الأكبر في نجاحي وتقدمي.
_اصابني الفضول...
خبرينا عن كيفية تعارفكم و الزواج من بعضكما البعض؟
_بعدما حرمت على نفسي قرب الرجال....ارسله الله لي ليعيد لهفتي للحياه من جديد...
ولكن كان يوجد بيننا فروقات إجتماعيه عده !
هو طالب هندسه في الدراسات العليا.. شاب وسيم ذو مال وجاه!
أما أنا !!
ما كنت سوا ظل إمرأه عديمة الثقه بالنفس...متردده إنطوائيه!
كان دائمآ ما يتتبع خطاي ويترصد حركاتي! نظراته التي ما كانت تفارقني...وإهتمامه وسؤاله المستمر عني...حرك بي مشاعر ما شعرت بها يومآ...
امسيت ابحث عنه كل يوم بين زوايا القاعات...ابحث عن رسائله بين صفحات الكتب !
انا عشت الحب بين يديه...
احبني بالرغم عني وعن ضجيج الماضي الذي كان ما زال يلاحقني!
إلى ان صارحني في إحدى رسائله المطويه بين دفاتري ..بأنه يرغب محادثتي في ذات الحديقه التي جمعتنا سويه !
هنا...رغبت في الهروب !
كيف كان لي ان اواجهه وانا إمراه مطلقه وام لثلاثة اطفال!
كيف لي ان احدثه عن عائلتي اللامباليه ؟؟ وعن عملي ومعيشتي السيئه !؟
قررت انتزاعه من شتات فكري ...فأنا لا استحق الحب...انا لا استحقه.
كيف كان لي ان امنح نفسي فرصة اخرى مع رجل يفوقني بكل شيء!
ما الذي سيقوله الناس؟؟ سيعيبون إختياره لإمرأه مطلقه !! ويلعنون جرأتي وينفونني عنهم !
بدأت اتغاضى نظراته ولا ارد على رسائله...امسيت اتهرب من اماكن تواجده واهاب قربه !
هنالك مئات النساء تلتف من حوله وتتمنى قربه....قد تكون إحداهن أحق به مني !
ولكن إصراره وتتبعه المستمر لي أضعفني...فقررت مواجهته ولأول مره...لملمت شتات ثقتي...وقابلته!
لم اقوى على حديثه ! فقد إكتفيت بالصمت وإحمرار الوجه .
إلى أن باح لي عن حبه وإعجابه الشديد بي !
هنا تلعثمت الكلمات وإرتبكت حروفي...كنت ولأول مره اشهد على هذه المشاعر وأتلقاها!
_كيف لك ان تحب إمرأه مطلقه وأم لثلاثة اطفال؟؟
انا لا استحق ذلك...
ارغبك زوجه...لا نزوه
ارغبك عمرآ لا يومآ
تتزوجيني ؟؟؟
والله شعرت للحظه بأن الأرض تلتف من حولي.. وكأنني اميره بإحدى الروايات ...عيونه أدمعت لحظة حديثه وطلبه لي...رأيت الصدق بدموعه...فأنا ما شهدت قبله سوا على الإهمال الانانيه والجشع !
وها انا اقف امام رجل مكتمل الرجوله...رجل صادق جريء لا يأبه سوا لإختيار قلبه ومراده.
بالطبع قد تعرض كلا الطرفين للإنتقاد والرفض المستمر سواء من قبل عائلته كوني كنت متزوجه سابقآ ...
ومن قبل عائلتي التي كانت ترى بأنه لا يحق لي الزواج من جديد...وبأنه يجب على رهبنة حياتي لأطفالي فقط !
ولكن ما تراجعنا للحظه...تمسكه الشديد بي وإصراره على قراره زاد من حبي ولوعتي به.
كم كنت اشعر في التوتر والإرباك كلما واجهت أهله...اشعر نفسي منبوذه...عيون وهمسات تلاحقني من كل زاويه!
كلما كنت اشعر بالإحباط والإنكسار...اعاد لملمتي بشدة يده ليدي...وكأنما كان يذكرني بأنه سندي الذي اقوى به !
وعدته بأن لا أخيب ظنه وأخذله...وعدته أن أثبت لجميع العيون الحاسده المستهزئه مدى قدرة إمرأه مطلقه التحرر من قيود المجتمع...
أحب أطفالي جدآ...وما كان ينادي إبني حرب بإسمه!
كم كان تغيريه جذري لحياتي...أتقنت بأن رجل واحد بإمكانه أن يكون جنة المرأه او جحيمها.
إقترب موعد زفافنا...ولهفتي لهذا اليوم كانت اشبه بطفل صغير يخطي خطواته الأولى في المشي !
لم يتركني للحظة واحده...اراد ان يشهد على تفاصيل زواجنا منذ بدايته...إختياره لفستاني الأبيض اللؤلؤي...تاجي...وحتى باقة وردي...كانت كلها برفقته ! كم كنت اشعر بالفخر والسعاده وانا متشبته بيديه...والله ما شعرت بهذه اللحظات إلا برفقته !
وها قد جاء موعد زفافنا....وكانت مفاجئته لي بموقع زفافنا !!
لطالما كنت اتمنى ان يكون على شاطئ البحر بإشراف السماء والنجوم علينا.
وقد حقق المنى وزفني على صوت امواج البحر وضحكاته المتعاليه!
وكانت ابنتاي في إنتظاري بالأبيض برفقة اخوهم #إسلام
يرشونني بالورد ويستقبلونني بإبتسامة فرح و أمل !
هههه اظن بأنهما من الاطفال النادرين الذين شهدوا على زفاف والدتهم من جديد ؛)
#ريماس_9
وها قد تبسم القدر بوجهي...وأبدلني خيرآ من زوجي الأول!
يبدو ان العداله الإلهيه أصابتني هذه المره !!
اصبحت امتلك بيت زوجيه متكامل...اطفالي من حولي...وزوجي رفيق دربي إلى جانبي.
ما عدت بحاجه لصدقة احد...واطفالي يعيشون عيشآ هنيئآ بعيدآ عن المشاكل التي كانو يشهدون عليها برفقة والدهم !
إقترب موعد تخرجي من الجامعه !
بعد زواجي من #فارس تقدمت بدراستي بشكل ملحوظ جدآ !
إزدادت ثقتي بنفسي...وقوة شخصيتي...حتى علاقاتي الإجتماعيه تحسنت...اصبح لدي صديقات وزميلات دراسه...تحررت من تلك العقد التي طالما حاول المجتمع غرزها بي !
تخرجت بتقدير إمتياز...بالرغم عن الصعوبات المعيشيه كزوجه و ام لثلاثة اطفال ...إلا ان زوجي حبيبي كان له الفضل الأكبر بعد الله في توفيقي وتقدمي...لطالما اراد تفوقي نجاحي وتقدمي !
ما ارادني مجرد زوجه لأعمال المنزل وإشباع الرغبات!
إنما اراد بي إمرأه مميزه عن غيرها من النساء لا بطبخها ومهارتها ...إنما بمكانتها في المجتمع !
والحمدلله حصلت على وظيفه في إحدى اهم و اكبر المدارس على مستوى المملكه...كمرشده إجتماعيه وإستشاريه نفسيه....
إلا ان مفاجئة زوجي لي قد فاقت التوقعات كلها !
#ريماس_10
_ أصابني الفضول !! ما هي مفاجئته أخبرينا ؟
_ بعدما إستطعت إثبات نفسي له بتفوقي العلمي والعملي...أراد ان يشهر فخره وإعتزازه بي !
وذلك عن طريق إفتتاحه لمركز إرشادي وإجتماعي لذوي الإحتياجات الخاصه
_نفهم ان زوجك له الدور الأكبر خلف نجاحك وتقدمك وخلف تأسيس هذا المركز العريق !!
_نعم ...
فقد إستطاع ان يثبت لي بأنه ليس كباقي الرجال...هنالك صنف انبذه من الأشباه...
ذاك الذي يحارب اي شيء يمكن ان يرفع من شأن إمرأته...يستئصل الأمل لديها...ويقتل بها هاجس الإراده والتفوق....
هو جبان !
يخاف من نجاحها ويمقته....ويرغب بها إمرأه ضعيفه مكسورة الجناح كي لا تفر يومآ من بطشه و إهماله مهما اساء لها وضرها.
وها أنا من هذا المنبر...أوجه كل الحب والتقدير له.
واقول لكل إمرأه تعرضت لظلم الزوجيه تحرري منه...
وثوري على تقاليدهم العمياء....
وإياكي وفقدان الأمل...فالله ليس بغافل عما يعملون.
《#النهايه》
3 التعليقات لموضوع "رواية ريماس"
انتي رائعه بكل كلمه
ابدااااع
امل لا يوصف
الابتسامات الابتسامات