أعلمُ أن نهايتي باتت تحت تراب يضُمني....
أتقنتُ ان الكفن هو رداءي يوم لقاءي!! رائحة الموت لا تزاولني...
وكأنها تذكرني بواقع مؤلم لا مفر منه!
ستكون دموعهم مسقىً لترابي...
و ورودهم ندىً لمقبرتي...
يلونون بها أرض الموت!!
يحاولون القضاء على لون سوادٍ قد ساد بها
او إحياء أرضٍ قد تشبعت من موتاها!!!
الى متى؟؟
لا أتخيل يومي.......
وانا متجهة الى نعش نُقشت عليه احرفٍ من إسمي
وانا في رداء ناصع البياض
وكأنه يوم زفافي!!!!
لا اتخيل سماع بكاءهم من حولي
وهم لا يسمعون ما انا به!
لا يشعرون!
لا يرون!
تمنيت دوما ذاك الرداء الأبيض المنصع بأحجار ملونة
أرتديه وانا بين أحضان من أحب!
أمشي به بين زغاريت الفرحة وابتسامات التهنئة
اتراقص كالطير على أرق الانغام...
أيُعقل ان أُحمل بصندوق خشبي قبل ان اُحمل بذراعيه؟
ايعقل ان يرموني بورود الموت!!
بدل من ان يزفوني بها؟
ايعقل ان تبكي امي دما لفقداني!
قبل ان تروي وجنتاي دموع فرحة بعروسها!!
ايعقل ان يكون نعشي هو قصري!
وماذا عن يوم لقائي؟
يوم حساب توعدنا به!
ماذا اقول؟
بماذا اتفوه!
؟
والروح بين يدي الخالق...
والجسد بين رحمة التراب!!
اسمع صوت فراقهم...
صوت اقدامهم يعلوني!!!
وانا التي كنت اظن اني أعلوهم!
بجمالي بأخلاقي وبرقتي!
وهم لا يسمعون إستغاثتي؟؟!؟
أسمعهم يودعون بي ويترحمون...
بدأ القبر يشتد ظلمة ...
و التراب يشتد قسوة...
الهدوء عم !!!
وجسدي أمسى ترابا!!
هده نهايتي
لا بل نهايتنا
نمشي بطرقٍ مختلفة لنلتقي بنفس المطاف
كلنا من ترابٍ الى تراب!
واقع مؤلم صعب أعلم
ولكن الأصعب ان ترى الموت بين عينيك
تراه لغيرك
ولا تراه لنفسك
وكأنك بصراع ما بين واقع كتب للبشرية
و بين كبرياءك!!
كيف لي انا !!
ان اكون بين ذراعي الموت بين احضان التراب
وانا التي كنت بيدي اقوى على كل الصعاب
وها انا الان مكتوفة اليدين معصومة اللسان دون حراك.
#بقلم_ياسمين_الخطاب