الجميع نيام ... منهم من إحتضن دميته المهترئة منذ أعوام ومنهم الآخر من غطى رأسه تحت لحافه المتسخ وقاية من البرد ومن أي ضربة قد تأتيه على غفلة من أمره!
أما عني أنا....وكعادتي إنتظرت خلودهم للنوم حتى اهرب لمتنفسي الوحيد...تلك الشرفة المطلة على العالم الخارجي....منازل كبيرة تصرخ بأعلى صوتها أنا هنا !
فاضحة الثراء...ولكنها تبدو باردة من الداخل ... وكأنها مهجورة منذ قرون...لا صوت طفل ولا أحاديث رجلٍ كهل! !
في بيتنا هذا قد نفقد تلك الرفاهية , ولكن جميعنا نتشارك ذات البصمة والألم,حتى سعادتنا وحيدة الا وهي تناول اللحم مرة واحدة شهريآ.
أما عني أنا....وكعادتي إنتظرت خلودهم للنوم حتى اهرب لمتنفسي الوحيد...تلك الشرفة المطلة على العالم الخارجي....منازل كبيرة تصرخ بأعلى صوتها أنا هنا !
فاضحة الثراء...ولكنها تبدو باردة من الداخل ... وكأنها مهجورة منذ قرون...لا صوت طفل ولا أحاديث رجلٍ كهل! !
في بيتنا هذا قد نفقد تلك الرفاهية , ولكن جميعنا نتشارك ذات البصمة والألم,حتى سعادتنا وحيدة الا وهي تناول اللحم مرة واحدة شهريآ.
البعض منا حالفه الحظ وتبنته عائلة ثرية والآخر حصل على منحة دراسية وتحرر من هذا المأوى اللعين.
أما عني أنا #نيل أوشكت على بلوغ عمر الثامنة عشر حتى تُفك عني تلك القيود الحديدية وأتحرر لحياتي بعيدآ عن الذُل والشتيمة والضرب.
كُنتُ فتاة متوسطة الجمال,لا أملك ذاك الشعر الأسود الحريري الكثيف ولا تلك العيون اللوزية الواسعة,فتاة عادية ما تميزت عن غيرها سوى بإسمها الذي لم يختتمه والدها!! بل عائلة وهمية لا تقرب أحد!
لا أذكر بأنه ناداني أحد بإبنتي سابقآ!! ولا حتى سرح لي شعري ودللني بالسكائر والحلوى!
جل ما كنت أسمعه عند خروجي للتنزه قليلآ بين زقاق الشوارع, ها هي إبنة الحرام !!
في طفولتي ما كنت أعي لمعناها القاتل , الا ليتني بقيتُ طفلة أجهل كل ما يدور من حولي!
في مجتمعنا قد فاق الظلم رحمتهم وقد فاق الحقد مجبتهم!!
أي لعنة هذه ياربي!!
وما كان ذنبي سوى أنني ولدت من أبٍ لا يفقه الرجولة بشيء....ومن أم قتلت بقضية شرف عشية إنجابي!!
إقترب موعد تحرري من خلف هذه الجدران المهترئة كانت يومآ عن يوم تتساقط على أحلامي لتوقظها من سباتها الذي دام لأعوام.
يا ترى ما الذي ينتظرني في الخارج؟؟ هل ستكون بداية حياة جديدة؟؟ أم نهايتي!! لا أعلم حقآ!!
الا أن الشكوك والمخاوف تلتف عنقي لا أُنكر ذلك.
وضبت أغراضي المُغبرة وبدأتُ في ترحيل ملابسي القديمة لحقيبة مر عليها أعوام من عمري! كل ما كنت املكه من والداي قلادة ذهبية على شكل ملاك !!
فور خروجي من ذاك السجن اللعين بدأتُ في البحث عن أي مأوى آخر يُلملم شتاتي ويقيني برد الشتاء اللاذع!
مدينة باهتة اللون باردة بناسها ونظراتهم المتعالية! واجهتُ صعوبة كبيرة في التواصل مع أصحاب العمل! قد يكون السبب شكلي ولباسي المتواضع المُهمل!
إلى أن طرقت باب إحدى المنازل القديمة لتستقبلني إمرأة عجوز بمقتبل العمر تبدو عليها ملامح الغرور والتعالي .
_ هل لي أن أمكث الليلة في بيتكِ يا خالة؟؟ مقابل أن أقوم لكِ بأعمال المنزل ومساعدتك في أمور الطرازة إن أردتِ!
إبتسمت بإستهزاء...
_يبدو أنكِ أنتِ الأُخرى من خريجي ذاك المأوى اللعين , وكم من مرةٍ فتحتُ أبواي لأمثالك ليقابلوني في السرقة والتخريب!! أُغربي عن وجهي حالآ.
بهذه اللحظة أتقنتُ بأنني منبوذه من قبل الجميع...وبأنني سأًكسر مئات المرات , رحلتُ عنها والدمع يغزوا عيني والتساؤلات تجتاح فكري...
إلى أين أذهب!؟ وما هو ذنبي يا الله !
إشتد البرد قسوة, وبدأت السماء تسكب خيرها على الأرض وقد تأخر الوقت وإشتد الليل ظلمة,,ساد الصمت أرجاء المدينة وحفيف الشجر يثير الرعب في نفسي, وجدت مجموعة قطط تتجه نحو منزل مهجور على وشك الإنهدام, يبدو أنها مثلي ضالة بلا مأوى!
تبعتها وألقيتُ نفسي فور وصولي على الأرض باكية داعية لله بأن يفك لي أسري من هذا الظلم الذي حملته من بطن أمي الى اليوم.
غفوت في سُباتٍ عميق برفقة القطط والكلاب الضالة,ومعدتي خاوية بدأت تاكل نفسها من شدة الجوع .
كانت تراودني في حلمي إمرأة بمقتبل العمر باهرة الجمال , تسرح لي خصيلات شعري المتناثرة وتلاعب وجهي هامسة بأن الفرج قريب,,,,الا أنها وبكل مرةٍ كانت تزورني بها تحاول إقتلاع قلادتي مني وتفشل!
لأستيقظ فازعة على صوت هدير الحمام وكأنه كان يوقظني لمواجهة يوم جديد بعالم آخر.
يبدو أن هذه الأيام ستطول بي ولن ترحمني, فمذ فتحت عيوني على هذه الدنيا وأنا أتعرض للإهانة والشتيمة.
أذكر الآنسة #نجاح تلك المرأة المتعجرفة كارهة الأطفال, كانت تعاقبنا بطرقٍ غريبة! بعيدآ عن الضرب بعكازتها, كانت تقوم بإغلاقنا بغرفة مظلمة وتحرمنا من الطعام والشراب لأيامٍ متتالية.
الحمدلله قد إعتدتُ على الحرمان وظلمة الليل والوحدة , فلا اجد صعوبة بشيء,سوى بأمر واحد الا وهو تعاملي مع المجتمع الخارجي الظالم.
عاودتُ البحث عن عمل يوفر لي سقف منزل والقليل من الخبز, الى وجدت أعلان وظيفي لإمرأة تقوم في أعمال المنزل , وبالفعل راجعت العنوان وقابلتُ العائلة....
في إحدى ليالي تشرين الباردة...فزعت من نومي على صوت أنين إمرأة ...توجهت نحو الصوت على خطى أقدامي المتعجرفة... رعب يتملك أنفاسي...والعديد من التساؤلات والفضول القاتل يجذبني نحو مصدر الصوت !
وإذ بها المدام #عقيق... تبكي بصوتٍ خافت يكادُ أن يخنقها...وبين يديها دُمية قديمة مهترئة ...تضمها وتهمس لها ببعض الكلمات !
توجهتُ إليها بخفيةٍ من أمري...وقبل وصولي بلحظات...لمحتُ السيد #آدم يتقدم نحوها ليشدها بكل قسوة !
_ أما سئمتي يا إمرأة ؟؟
فوالله مللتً منكِ ومن طقوسك المرعبة كل ليلة تشرين من هذا اليوم ! لقد مات إبننا وإنتهى الأمر...حدادك طال وما إنتهى .
_كيف لك أن تكون بهذه القسوة ؟؟
أنت من قتلته بذنوبك المحرمة وأنانيتك.. وأنا التي دفعت ثمن ذلك.
_أصمتي وكفاك إتهامات كاذبة لي...كان حادث مؤلم نعم !!
ولكن كيف لأب أن يقصد قتل طفله الوحيد !
_ أصمت رجاءآ.
فلولا وقوعك في العشق المحرم لما حدث ما حدث له!
ليقابلها بلكمة تؤدي بها إلى الأرض...
" سقطت معالم رجولته فور سقوطها أمامه أرضآ "
سارعت لها حتى أنتشل شتاتها من أمامه...كيف لرجلٍ بمكانته العلمية والعملية أن يكون بهذا القدر من القسوة والهمجية ؟
رحل عنها مخلفآ ما وراءه إمرأة تبكيه وتلعنه !
ما الذي قد يؤدي بهما إلى هذه المرحلة من الشتات وانعدام الإحترام !
يبدو أن أموالهم وقفت عاجزة عن شراء السعادة وراحة البال لهما !
جسدين تحت سقفِ واحد ...ولكن لم تجتمع أرواحهما بعد !
_مدام #عقيق... هل أنت بخير ؟؟ أرجوك تكلمي..
لتناظرني بعيون ملؤها الدمع والحزن...
_إحذريه يا طفلتي إحذريه.
فذاك الطبيب النفسي الشهير...نجح في علاج مرضاه ونسى نفسه.
أخاف ُعليكِ من مكره وأنانيته...
ولكن أنت فتاة قوية...تمسكي بمبادئك وإياك أن تكوني فريستُه الجديدة...إياكٍ.
كم كان وقع حديثها مرعب ... وكأنها تدق ناقوس الخطر في أعماق جوفي !
_ هل حقآ كان خلف وفاة طفلك ؟؟
_ أنانيته يا عزيزتي...فاقت رحمته وأبوته ...عندما وقع في عشق إمرأة أخرى...ليسلب منها عفتها ويلوثها بالعار !دفع ثمن ذلك طفلنا الوحيد...فعدالة القدر يا عزيزتي لا مفر منها.
قصة مؤلمة غامضة تلك التي حدثتني عنها...الكثير من الحلقات مفقودة ! والعديد من التساؤلات تنهش فكري وتؤدي بي للأرق .
_ لم لا تطالبين الطلاق منه إذآ؟؟
وإذ بها المدام #عقيق... تبكي بصوتٍ خافت يكادُ أن يخنقها...وبين يديها دُمية قديمة مهترئة ...تضمها وتهمس لها ببعض الكلمات !
توجهتُ إليها بخفيةٍ من أمري...وقبل وصولي بلحظات...لمحتُ السيد #آدم يتقدم نحوها ليشدها بكل قسوة !
_ أما سئمتي يا إمرأة ؟؟
فوالله مللتً منكِ ومن طقوسك المرعبة كل ليلة تشرين من هذا اليوم ! لقد مات إبننا وإنتهى الأمر...حدادك طال وما إنتهى .
_كيف لك أن تكون بهذه القسوة ؟؟
أنت من قتلته بذنوبك المحرمة وأنانيتك.. وأنا التي دفعت ثمن ذلك.
_أصمتي وكفاك إتهامات كاذبة لي...كان حادث مؤلم نعم !!
ولكن كيف لأب أن يقصد قتل طفله الوحيد !
_ أصمت رجاءآ.
فلولا وقوعك في العشق المحرم لما حدث ما حدث له!
ليقابلها بلكمة تؤدي بها إلى الأرض...
" سقطت معالم رجولته فور سقوطها أمامه أرضآ "
سارعت لها حتى أنتشل شتاتها من أمامه...كيف لرجلٍ بمكانته العلمية والعملية أن يكون بهذا القدر من القسوة والهمجية ؟
رحل عنها مخلفآ ما وراءه إمرأة تبكيه وتلعنه !
ما الذي قد يؤدي بهما إلى هذه المرحلة من الشتات وانعدام الإحترام !
يبدو أن أموالهم وقفت عاجزة عن شراء السعادة وراحة البال لهما !
جسدين تحت سقفِ واحد ...ولكن لم تجتمع أرواحهما بعد !
_مدام #عقيق... هل أنت بخير ؟؟ أرجوك تكلمي..
لتناظرني بعيون ملؤها الدمع والحزن...
_إحذريه يا طفلتي إحذريه.
فذاك الطبيب النفسي الشهير...نجح في علاج مرضاه ونسى نفسه.
أخاف ُعليكِ من مكره وأنانيته...
ولكن أنت فتاة قوية...تمسكي بمبادئك وإياك أن تكوني فريستُه الجديدة...إياكٍ.
كم كان وقع حديثها مرعب ... وكأنها تدق ناقوس الخطر في أعماق جوفي !
_ هل حقآ كان خلف وفاة طفلك ؟؟
_ أنانيته يا عزيزتي...فاقت رحمته وأبوته ...عندما وقع في عشق إمرأة أخرى...ليسلب منها عفتها ويلوثها بالعار !دفع ثمن ذلك طفلنا الوحيد...فعدالة القدر يا عزيزتي لا مفر منها.
قصة مؤلمة غامضة تلك التي حدثتني عنها...الكثير من الحلقات مفقودة ! والعديد من التساؤلات تنهش فكري وتؤدي بي للأرق .
_ لم لا تطالبين الطلاق منه إذآ؟؟
_ وكم أتمنى تلك اللحظة طفلتي!! ولكنها بمثابة حلم لن يتحقق!! في طبقاتنا البرزواجية لا نبالي بأنفسنا بقدر مبالاتنا بمن هم من حولنا!
نتصنع الحب ونلعب الدور بإتقان...يناديني باجمل الأسماء ويداعبني أمام الجميع... !!!
وبعد أول خلوةٍ ما بيننا نكشف عن أنيابنا ونظهر على حقيقة مشاعرنا ! لنتحول لعدوين لا يطيق كلانا الآخر!!
تلك المظاهر الخادعة والمجوهرات الزائفة ما هي سوى قناع ذهبي لجوهر صدء!!!
زواجنا مبني على أسسٍ مختلفة!! فدكتاتوريته لا تجاور رغباتي بشيء.
رحلتُ عنها مُحملة بثقل يكتم على أنفاسي....كم واقعهم أليم يثير حُزني !
كنت أظن بان المال يكمن خلف سعادة الناس ورفاهيتهم !! ولكن وبالرغم من واقعي المأسوي مع القدر,الا أن راحت بالي قد فاقت راحتهم!!
لا أملك ما يجبرني على تصنع الأدوار , أو التخفي ما وراءالقيل والقال !!
كُنتُ قد إستيقظتً فجرآ وكعادتي لصنع وجبة الإفطار للسيد #آدم....العسل برفقة الجبن الأبيض والهافيار!!
حتى وجبته روتينية قاتلة!!
_ صباح الخير #نيل ؟
كيف حالك اليوم؟؟
_ بخير سيدي.... اتمنى لك يوم سعيد .
نظراته لي عميقة , لا تفارقني.... وكأنني أسرقه لعالم آخر.
_ أتدركين أمرآ يا عزيزتي؟؟؟
كلما لمحتُ خصيلات شعرك الأسود المتناثر هذا...تذكرت الماضِ... حتى إبتسامتكِ الخجولة وتلك البراءة التي تأسر عيناكِ تنهبني من حاضري لتُقل بي لها!
ليصمت قليلآ وقد تلألأ الدمع على وجنتيه !!
هههه أُعذريني... يبدو أنني قد تماديتُ في طرحي هذا!!
ولكن صدقيني....تشبهينها حد السماء!! وأتمنى أن لا ينتهي بكِ المطاف كما إنتهى بها !
_ من هي تلك سيدي؟؟
_ أوووه لا تكترثي لما سمعته الآن..... بل أنكِري مسامعك وأكملي يومك.
يالهُ من رجل غريب الأطوار؟!؟ما زال يتحسر على ماضيه وبين يديه تمكث إمرأة من ماس!!
بالفعل لا تزداد المرأة قدرآ وقيمة أمام أعين الرجل سوى عندما تحصل على صيغة الماضِ...فيمسي يذكرها ويتحسر عليها.... بينما كانت بين أكتافه ينكرها يذمها ويبصر غيرها!
عاودتُ التركيز في أعمال المنزل, الكثير من الإرهاق والقليل من النوم والراحة !! حتى بانت الهالات السوداء تحت عيوني وبدأتُ أفقد من وزني يومآ عن يوم إلى ان إرتميتُ على فراش المرض!!
لا أنكر إهتمام المدام #عقيق بي...برفقتها كُنتُ أستشعر بإنسانيتي المهدورة بين زقاق الميتم وزواياه ! ياااه كم كانت إمرأة حنونة طيبة القلب, كلما كانت تشعر بإرتفاع حرارتي تحاول جاهدة إخفاضها بشتى الطرق ! إلى أن لمحت ذاك الأثر اللعين الذي كان يعلوا كتفي جراء ضربة تلقيتها من الآنسة #نجاح....
_طفلتي؟؟؟ كيف حصل لكِ ذلك ؟؟ من الذي قام بفعلته هذه !! حتمآ إنه شيطانٌ لعين !!
خجلتُ من نفسي... وكأنني أنا المُذنبة ! وبنبرة صوتٍ ملؤها الخجل ....
_ ما هو سوى أثر بسيط جدآ لما تعرض له أصدقائي الآخرين في الميتم !
_ميتم ؟؟؟؟ هل نشأتي في ميتم !!
_ وهل كان لنا أيُ خيارٍ آخر !!
_نحنُ حرمنا من إسم عائلة,من حضن أب وحنان والدة!
وتحملنا ذنب ما لا ذنب لنا به!!
_وماذا عن والِديكِ؟؟ هل ماتو أم ماذا؟
_أظن بأن موتهما كان سيهون أمري من بعدهم...على الأقل ما نعتوني بمسمياتٍ مختلفة!!
أذكر بإحدى الأيام أثناء بحثي عن عمل يأويني...
صادفتُ طفلة تبلغ من العمر ما لا يتجاوز الخمسة اعوام!
متسخة الملابس حافية القدمين تلاعب قطة ساهية!
ظنتُ بأنها قد تاهت عن منزلها !!
تقربتُ منها ...ومسحت على شعرها الأسود المجعد متسائلة :
_ابنة من أنت حبيبتي !!واين هو والدك ؟؟
أجابتني وبكل براءة وعفوية ...
انا #إبنة_الحرام !!!
# صُعِقَت بردها !! طفلة بعُمر الفراش البري !
من أين لها بذاك التعبير القبيح !!
وبنبرة غضبِ وفُضول....
_من يناديك بهذا الإسم ؟؟
_وبغصة صوتها الحزين...
أولادُ حارتنا...
كلما مررت من جانبهم...رجموني بالحجارة منادينني بهذا الإسم !!
هي خطيئة حُبٍ ممنوعكمثلي تمامآ...
من ام قد لاقت حتفها بقضية شرف بعد ولادتها مباشرة !! واب أناني مجهول الهوية !
وها هي تدفع ثمن حماقة والديها على ارصفة الشوارع من مجتمع لا يغفر ولا يرحم....
من مجتمع ما ادرك الحرام مقدار ادراكه للعار
والقيل والقال !
وها هي تدفع ثمن حماقة والديها على ارصفة الشوارع من مجتمع لا يغفر ولا يرحم....
من مجتمع ما ادرك الحرام مقدار ادراكه للعار
والقيل والقال !
تغيرت ملامحها لوهلة...وغرقت في عالم آخر وكأنها تحاكي نفسها !! يبدو أنني قد لامستُ مشاعرها وأحزنتها !!
_ #نيل؟؟؟
هل أفهم من ذلك أنك خطيئة حبِ ممنوع؟؟
_ هذا ما أخبرونني وعايرونني به طيلت الأعوام السابقة!!
ازدادت حيرةً من أمرها,كانت ترتجف يديها وتتلعثم بكلماتها عاجزة عن الوقوف والحراك حتى!!
_ آسفة عزيزتي,علي الذهاب الآن....
لا تنسي تناول أدويتك بشكل دوري.
لتختفي فجأة وتتقوقع كعادتها في غرفتها !
مسكينة هي,,,يبدو أنها تذكرت طفلها المفقود بي!!
تمالكتُ صحتي بعد مرور يومين على خلودي في الفراش !
ولكن الغريب في الأمر بأن المدام #عقيق لم تغادر غرفتها مذ رأيتها آخر مرة في غرفتي!! أخاف أن يكون قد صابها مكروه ما؟؟!؟
لا تُجيب ندائي ولا تفتح لي بابا غرفتها!!
سارعتُ الإتصال بزوجها السيد #آدم,حيث أنه كان قد خرج في جولة عمل لإحدى المدن المجاورة!!
_سيد #آدم.... المدام #عقيق لم أسمع لها صوتآ منذ أيام !!
حتى ان باب غرفتها موصد من الداخل ولا أقوى على فتحه !! ما العمل؟؟
_ما عليكٍ عزيزتي....تكون قد دخلت بأجوائها المعتادة من عزلة وكآبة !! هي الآن على عتبة عمر اليأس.لا تقلقي.....أنا سأكون في المنزل صباح الغد.
لا تزعجينها....أخاف عليكٍ من غضبها وجنونها.
أنهى مكالمته وبكل برود !!!
حاولتُ مرارآ وتكرارآ بفتح باب غرفتها ومناداتها ولكن بلا جدوى!!
ما كان علي سوى إنتظار قدومه حتى يطمئن قلبي عليها!
كانت قد شنقت نفسها وقتلت روحها!!
ذاك المنظر ما زال ينهشني ولم يفارقني أبدآ....
سارع لها السيد #آدم ولكن بعد فوات الأوان!! بعدما سلًمت روحها النقية الطاهرة بلا أية أسباب!! حتى أنها لم تترك إثرها أية رسالة أو مبرر لفعلتها المحرمة تلك!؟!؟
لم أشهد على حداد السيد #آدم بقدر ما شهدتُ على لا مبالاته وبرود أعصابه!!
بعد مرور أيامٍ معدودة فقط كان قد حرق صورها وأعطاني البعض من كتبها ومخلفاتها من الملابس القديمة الهرئة !!
وأما عن الجزء الآخر يبدو أنه قام بالتخلص منه بطريقة أو أخرى!!
لم يبقى لها أيُ أثرٍ يذكر ! وكأنها لم تكن يومآ موجودة !!
بيت عريق ولكنه بارد كئيب بلا أي روح وبهجة !!
هادء ووحيد حد القتل,,, وكأنه مقبرة مهجورة لم تطأها قدم إنسان منذ زمن.
بدأت تصرفات السيد #آدم تزداد غرابة بعد وفاتها!! إهتمامه وسؤاله المستمر عني كان يقلقني بعض الشيء...حاولتُ البحث عن منزلٍ آخر بعمل جديد!! ولكن بلا جدوى!
لم أتلقى هذا الكم الهائل من الإهتمام سابقآ,لا أنكر بأنه كان يسعدني ويشعرني بأنوثتي وإنسانيتي ...
لطالما فقدتُ هذه المشاعر بمجرد فقداني لوالدي بمجتمع ماكر يتتبع خُطا الغير ويتناسى أفعاله وذنوبه التي لا تعد ولا تُحصى!!!
كانت مشاعري متشابكة متفاوتة مترددة!! أخافه و أرغبه بذات الوقت....
وكلما ضعفتُ نحوه تذكرت تحذيرات المدام #عقيق لي.... إحـــذيره يا #نيل إحذريه!!
ما زالت كلماتها تستوطن كياني وتمنعني عنه !!
هي لم تكن مشاعر حُب ,,, بقدر ما كانت مشاعر إستلطاف وإعجاب بما يقدمه لي!!
إلى أن إلتقيتُ صدفة ب #عمران....هو إبن صديق السيد #آدم...شاب وسيم طويل القامة وتبدو عليه ملامح الثراء بشكل كبير,غامض بعض الشيء ,,الا أن نظراته المترصدة لخطواتي وتحركاتي فضحت إعجابه بي !
يبدو ان السيد #آدم قد لاحظ ذلك,حتى أنني سمعته بإحدى المرات وهو يحدثه بنبرة صوته التهديدية:
_ إياك وأن تقربها,هذه الفتاة إستثناية مختلفة عن غيرها!!
عفيفة وتحمل بعينيها طهر الأنبياء,هي لا تناسب طموحاتك الماكرة يا #عمران فأبتعد عنها رجاءآ !
ولكن يبدو أنه إزداد إصرارآ وعنادآ على موقفه,لم يستسلم أمام تهديداته بل على العكس تمامآ إزداد قربآ وتوددآ مني .
يبدو أنني قد وقعتُ في حبه....وكانت وقعتي مؤلمة...
مؤلمة جدآ.
في إحدى جولات العمل للسيد #آدم...إزداد تقرب #عمرانمني.. كان يتداول يوميآ بزيارتي...ولكنني لم أكن أستقبله في المنزل خوفآ من غضب السيد #آدم الذي نبهني منه ومن قربه مرارآ وتكرارآ.
ولكن بإحدى الليالي الماطرة الباردة...دق جرس المنزل بساعة متأخرة من الليل...فزعت من نومي خائفة وتوجهت مباشرة للباب ودقات قلبي في تسارع...وإذ به #عمران !!
تسائلت عن سبب حضوره بهذا الوقت !!؟
_الا ترغبين بإدخالي وإستضافتي قليلآ ؟؟ لا يمكنك أن تكوني لئيمة إلى هذا الحد !!
وتتركينني أتبلل تحت أمطار الشتاء !
_ولكن...
_ما بك يا #نيل ؟؟؟ الا تثقين بي؟
_تفضل بالدخول...ولكن عليك أن تغادر مباشرة...أخاف من غضب سيدي وسوء فهمه !
_لا عليك...فقط حضري لي كوب من القهوة الساخنة ولنتحدث قليلآ برفقة القمر...ما رأيك ؟
كان قد سلب نفسي مني...خدعني بأسلوبه الجريء المتمرد...
نظراته تسوطن عيوني...وتأخذني لعالم آخر...
بدأ بالتودد والتقرب مني...تارة يلاعب خصيلات شعري وتارة أخرى وجهي وتفاصيله...إلى أن تقرب مني هامسآ لي بحبه !!!
هنا فقدت سيطرتي على نفسي...لأقابله بذات التصريح.
كانت عيونه تحاكي قلبي...وتغرس في نفسي الطمأنينة.
لم أتخيل بأن تطول الأمور بيننا إلى هنا.
بأن أرتكب خطيئة أمي وأقع بذات المطب.
خدعني ...بل أوهمني بحبه ... كانت تلك النظرات وكلمات الحب ما هي سوى وسيلة لتبرير غايته الماكرة وسلب أغلى ما أملكه !
حملت عار كبير لا أدري كيف أواجهه !
فاق حملي وطاقتي..
وما زاد من كسري وقتلي...إختفاء #عمران الماجئ...
بعد تلك الليلة المشؤومة لم أعد أسمع عنه خبرآ أو أرى له أثرآ قد يطفي غليلي.
كم أخاف غضب خالقي...وغضب المجتمع الذي ما شفيت منه يومآ.
خطيئتي كبيرة لا تغتفر.
رهبنت وقتي في الصلاة والدعاء عسى أن يشفع الله لي ذنبي...
و إذ بي فريسة للقدر وعدالته.
أثتاء توضيبي للمنزل...وجدت رسالة مطوية بين ثنايا سرير المدام #عقيق...
خطت بها حروف غامضة أثارت فضولي بحق !
"وها قد هبت علينا لعنة القدر يا #آدم....عدالة الله صابتنا...
فسلبت طفلي مني...لتهبك بطفلة أخرى .
ﻻ...بل بإمرأة من عار...ستلاحقها لعنة والدتها إلى الأزل"
من المقصود في هذه الرسالة الغامضة؟؟؟ وما ذاك التهديد المخيف؟؟
وأي لعنة تلك التي ستلاحقه !!
بدأت في انتظار السيد#آدم وبكامل فضولي ولهفتي للكشف عن خفايا القدر المقصودة في رسالتها !!
فور مجيئه ركضت نحوه وبيدي رسالة المدام #عقيق...
_أنظر سيدي , انظر ماذا وجدت بين ثتايا سريركم !
رسالة من زوجتك ,
لكن أُعذرني ما تمالكتُ نفسي وقرأتها .
_هاتي بها...
بدأ بقرائتها لتظهر على وجهه معالم غريبة,دهشة خوف وإرتباك !!
_ما بك سيدي؟؟ هل أنت على مايرام !!
_ما الذي قد تقصده برسالتها الغامضة هذه؟؟ وكأنني أحاول فك لغز سيؤدي بي في نهايته!!
لا عليكِ طفلتي, المهم هل أنتِ بخير!؟؟ وجهك مصفر ولستِ على عادتك!!
_لالا سيدي, بل أنا بخير .
وكأنني كنت أكابر على عاري المُقترف,على خيبتي وخطيئتي التي لا تغتفر, كنت أخجل من مواجهة نفسي , فكيف لي أن أصارحه وأفجر ما بداخلي أمامه!!
كيف لي أن أتجرد من تلك الصورة التي رسمها عني وأحبها بي؟!؟
كان بودي أن أبكي وأصرخ مستنجدة به!!
أصرخ بأنه خدعني, أوهمني بطرحة بيضاء ورحل!!
سلبني مني,,,,بإسم الحب!!
أيٌ حبٍ هذا بالله عليك !!
ينجس عفة إمراة ويخدُش حياءها؟؟
ليتركها تعاشر عارها لوحدها,,تكره ذاتها وكل لحظةٍ قد تعيدها لذاك الزمن وتلك الخلوة الشيطانية!!
كم كان بودي أن أشكوه , بأنه الماكر المخادع الشيطان المتلبس بقضية عشقٍ وهمية!!!وبأنه كان صادق عندما نبهني منه وما إصغيتُ له!!
كم كان بودي أن يحتضني ويهمس لي بأن #عمران ما كان سوى وهم وكابوس, وبأنني لا أشبه أمي ولا أحمل عارها وأتداوله لأجيالٍ أخرى!!
كم ذاك الحمل يفوق طاقتي وحجمي...ولكل ذنب ثمن, وها أنا أدفع ثمن حماقاتي بأرق وضمير لا يهدأ ولا يكن!!
كنت أقوم بتحضير وجبة الغذاء, ولكن وبشكل مفاجئ فقدتُ توازني ووقعت أرضآ!!
أشعر بدوار شديد ولعيان مُقيت!
بدأت بمنادات السيد #آدم,,,ليسارع في إسعافي وحملي...
_ما بكِ؟؟؟ مالذي صابك هكذا؟؟
_ لا أدري, اشعر بإرهاق ودوران شديد!!
كنت كلما شعرت في الخوف تشبثتُ بقلادة والدتي,كانت تستشعرني بالطمأنينة والراحة النفسية, ليلتفلت لها السيد #آدم....
وبنبرة صوت صارخة ناكرة :
_من أين لكِ هذه القلادة يا فتاة؟؟؟؟؟
أعطني إياها حالآ.
_بل هي من والدتي سيدي,,,,هي لي والله
ولم أقم بسرقتها صدقني.
هنا ثارت دموعه وإحمر وجهه متسائلآ:
_ من أنتِ بالله عليك....من أنتِ؟؟!
_ولكنك تخفيني وتقلقني بأسلوبك هذا!!
أخذ نفسآ عميقآ , وشهق لوهلة...
_فقط, قولي لي...
من انتِ؟؟؟ إبنة من؟؟ ومن أين أتيتِ!!!!
_أنا...في الحقيقة أجهل والداي...
وكل ما أعلمه بانني مجهولة الهوية بلا كنية بلا عائلة,مٌشردة يتيمة الأم!!
والدتي إمرأة من عار,دفعت ثمن خطيئتها بروحها وبي,,,,لتخلف لي هذه القلادة فقط!!
أما عن والدي فهو رجل ماكر أناني,أدى فعلته وفرًّ هاربآ عنها,لتتحمل خطيئتها لوحدها.
وها أنا يا سيدي أمشي بطريق والدتي وأقع بذات الخطايا..ذنبها لم يفارقني بل إستمر وإياي ليؤول بي هنا....بعدما تحررت من قيود الميتم وجدت نفسي مقيدة بعار آخر .
بعار والدتي....
_ لا , لا يمكن ذلك !!
أيُعقل أن....
_أتدرك أمرآ سيدي....لطالما إستشعرت وإياك بحب والد لطفلته!! إهتمامك وسؤالك المستمر عني كان يعوضني عن الكثير!
ولكن عندما أخبرتُ قصتي للمدام #عقيق شهقت من وهل صدمتها !! وها أنتَ كذلك !! انا في حيرة من أمري!! العديدمن الأطفال تشردوا مثلي, والكثير من القصص المشابهة تتداول على ألسنة الناس!! ولكن ردة فعلكم الشديدة هذه تحزنني حقآ, وكأنني جئتكم من عالم آخر لا تؤمنون بوجوده!
_ هل اخبرتي #عقيق بذلك حقآ!!! يا إلهي لقد بدأت الحبكة بالإتضاح أمام عيني....و أخاف أن تُصيب توقعاتي وتكوني....
طال الصمت , وعم الهدوء أرجاء المنزل,,أسمع همسات المدام #عقيق... وهي تردد الا لعنة القدر قد هبَّت عليكما !! وشبح والدتي يجاورني مبتسمآ....كوالدتكِ أنتِ تمامآ...
لأصرخ بين جدران نفسي
_لا لستُ كمثلها أنا.....
_ #نيل , أريد أن تزوري الطبيب ليطمئن قلبي على صحتك, هيا جهزي نفسك فأنا أنتظرك في الخارج.
رحل بخطواته المترددة المتعجرفة تارة وتارةً أخرى المتسارعة!
طيلة الطريق لم يتفوه بكلمة واحدة,بل كان شارد الذهن وتبدو عليه ملامح التوتر والقلق!
وفور وصولنا للطبيب...
إكتشفت بأنني كنتُ أحمل في جوفي طفل #عمران !!
هنا إنهارت أعصابي وبدأتُ في البكاء رافضة ذاك الخبر اللعين.
الى أن أدركت بفقداني لطفلي جراء ضربة تلقيتها فور سقوطي على الأرض!
عدنا للمنزل والسيد #آدم لم يتفوه بحرفٍ واحد مذ خروجنا من المنزل, كم كنت أشعر في الخجل منه...
خيبتُ ظنونه بي, ولم أوفي بوعدي له.
وكعادتي تقوقعتُ في غرفتي أعاتب نفسي وألومها...
طال عتابي لذاتي أيام, إنقطعت بها عن العالم الخارجي بأكمله,,,
لملمتُ نفسي , وتوجهت لغرفة السيد #آدم لأطلب العفو منه واقدم استقالتي,
لكنني ما وجدته,بدأت في البحث عنه أرجاء المنزل,الا أنني لم ألمح له أي أثر !!
إنتابني شعور مخيف,فور رؤيتي لرسالة منه ,تذكرتُ المدام #عقيق وذاك المنظر المريب في غرفتها...
#نيل , إبنتي,,, طفلتي المظلومة, عندما تقرأي تلك السطور سأكون قد إختفيت عنكِ تمامآ, سأبتعد عن كل ما قد يجمعني بكِ مرةً أخرى,جبان اناي ساذج قولي عني ما ترغبيه, ولكن ايا طفلتي البريئة,خطيئتي ما زالت تلاحقني من زاوية لأخرى,بيوم ميلادك فقدتُ إبني #سيف ,,,
وكاأنني دفعتُ ثمن ذنبي به !! فسلبه الله مني ليرزقني إياكِ,,,ولكنني ما تشبثت بكِ,,بل تركتُكِ ووالدتك دون أي سؤالٍ عنكما,,,كنت السبب خلف وفاة ثلاثة أرواح...طفلي,الذي أخذه الموت بسنه الصغير!!
عشيقتي التي دفعت ثمن حبها بروحها الطاهرة,
وزوجتي التي ما ذاقت طعم السعادة برفقتي أبدآ,,,,,
أنا,,,لا أستحق الوجود,لا تقلقي لن أقتل نفسي,كما فعلت #عقيق,,,,فموتي سيكون بداية عذابي,صدقيني لا املك الجرأة الكافية في مواجهة خالقي وعلى عاتقي ذاك الكم الهائل من الخطايا والذنوب,,,,سأرحل عنكِ مرةً أخرى...ولن أعاتب ذاك الخطأ الذي إرتكبتيه,حتمآ سيكون لكِ درسآ طيلة حياتك,
سأخذلكِ نعم,,,,ولكن وجودي بقربك سيقتلني , فوجه أمك بكِ,,,طيبة قلبها وعفويتها .
كلما ناظرت عيونك تذكرتها,,,أما بعد إكتشافي لهذه الحقيقة المرة,,,سأرى بوجهك ثلاثة أرواح.
هذا المنزل وما به لكِ ,,,,
أما انا.....
لا أستحق وجودي بحياتك.
وداعآ بنيتي......وداعآ يا #شاهيناز.
0 التعليقات لموضوع "#إمرأة_من_عار"
الابتسامات الابتسامات